ردود فعل عربية غاضبة تجاه تصريحات نتنياهو.. "رؤية إسرائيل الكبرى" استفزاز سافر وتحدّ وقح "جديد" للقانون الدولي..!

انتقالـﮯ العاصمة /تقرير

 

ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال في مقابلة مع قناة "آي 24" إنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية"، وأنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى".

وتشمل "إسرائيل الكبرى" وفق مزاعم إسرائيلية، مناطق تضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وجزءاً من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.

ووفق الموقع العبري، استخدمت عبارة "إسرائيل الكبرى" بعد حرب الأيام الستة في يونيو 1967، للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان والأردن حالياً.

"ردود عربية غاضبة وإدانات شديدة اللهجة"

وأثارت تصريحات نتنياهو، حول ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى" ردود فعل غاضبة في مصر والدول العربية عموماً، بسبب ما تتضمنه هذه الرؤية من نية احتلال أراض عربية من بينها أراض مصرية.

"جمدوا اتفاقية السلام"

البرلماني والإعلامي المصري مصطفى بكري، علق على تصريحات نتنياهو، مطالباً بتجميد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، واتخاذ موقف قوي من تصريحاته.

وكتب بكري، على حسابه بمنصة إكس: "الرد الطبيعي على تصريحات نتنياهو، التي تحدث فيها عن إسرائيل الكبرى، والتي تضم فلسطين والأردن وأجزاء من مصر ولبنان وسوريا، هو تجميد اتفاقية السلام 79. لا بد من رد رادع وتحذير قوي. احتجاج الخارجية المصرية على هذه التصريحات هو البداية، وإذا لم يعتذر عن هذه التصريحات المعادية يجب اتخاذ إجراءات رادعة".

وواصل قائلاً: "عندما يتحدث نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى" التي جاء إليها برسالة روحانية، تاريخية، فهو بذلك يعلن أنه أصيب بالجنون. رئيس الوزراء يحدد خريطة إسرائيل الكبرى بفلسطين والأردن وأجزاء من مصر، ونصيحتي لك: اخرج أولًا من مستنقع غزة الذي تورطت بداخله، وبعدها تستطيع أن تتبجح براحتك".

وواصل بكري، هجومه على نتنياهو، قائلاً: "يا صاحب الرسالة الروحية التوراتية: قبل أن تحلم، عليك أن تعرف أنك تكتب نهاية إسرائيل بيديك، جنودك في حالة ذعر وانهيارات نفسية. الهجرة إلى الخارج لا تتوقف، مازلتم تعيشون على المساعدات. الكيان ينهار من الداخل، وسيتفكك. أنتم لستم أصحاب الأرض، وأنتم كيان وظيفي لن يستمر طويلاً".

"استفزاز سافر وتجاهل جديد للقانون الدولي"

فيما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري كريم درويش: "إن تصريحات نتنياهو حول ما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، تمثل استفزازاً سافراً وتجاهلاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتعكس نزعات توسعية خطيرة تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي".

وشدد درويش على أن القاهرة "لن تسمح بتمرير أي مخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، مهما كانت الضغوط أو المغريات". مضيفاً أن "مصر تدرك تماماً أبعاد المؤامرات التي تحاك، وستظل الحصن المنيع الذي يتصدى لكل محاولات فرض الأمر الواقع".

"أوهام سياسية لن تجد فرصة للتحقق"

وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي، أكد بدوره، أن ما يطرحه نتنياهو حول ما يسمى بإسرائيل الكبرى "مجرد أوهام سياسية لن تجد فرصة للتحقق"، مؤكداً أن "إسرائيل بسياساتها الحالية غير مقبولة في الإقليم، وغير مؤهلة على الإطلاق لتحقيق هذه الأوهام".

وأضاف العرابي، في تصريحات نقلتها صحيفة "اليوم السابع" المحلية المصرية، أن القضية الفلسطينية مكون رئيسي في السياسة الخارجية المصرية، وفي الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على الأمن القومي.

"الجامعة العربية تدين وبأشد العبارات"

وأدانت جامعة الدول العربية، بأشد العبارات، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "بشأن اقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية ذات سيادة، توطئة لإقامة ما سماه إسرائيل الكبرى".

وذكرت الأمانة العامة للجامعة في بيانها، أن تصريحات "رئيس وزراء دولة الاحتلال" تعتبر بمثابة استباحة لسيادة دول عربية، ومحاولة لتقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأكدت أن هذه التصريحات تمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي الجماعي، وتحدياً سافراً للقانون الدولي ومبادئ الشرعية الدولية. كما "تعكس نوايا توسعية وعدوانية لا يمكن القبول بها أو التسامح معها، وتكشف العقلية المتطرفة الغارقة في أوهام استعمارية"، وفق البيان.

ودعت الأمانة العامة المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن الدولي، إلى الاضطلاع بمسؤوليته، والتصدي بكل قوة لهذه التصريحات المتطرفة، التي تزعزع الاستقرار، وتزيد من مستوى الكراهية والرفض الإقليمي لدولة الاحتلال.

"السعودية: تعدٍّ سافر على سيادة الدول وتهديد الأمن والسلم إقليمياً وعالمياً"

بدورها، أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة الرياض لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيال ما وصفه بـ"رؤية إسرائيل الكبرى".

وقالت الوزارة في بيان: "تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية، بأشد العبارات، التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حيال ما يسمى "رؤية إسرائيل الكبرى"، ورفضها التام للأفكار والمشاريع الاستيطانية والتوسعية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف البيان: "تحذر المملكة المجتمع الدولي من إمعان الاحتلال الإسرائيلي في الانتهاكات الصارخة، التي تهدد أسس الشرعية الدولية، وتعتدي بشكل سافر على سيادة الدول، وتهدد الأمن والسلم إقليمياً وعالمياً".

"الإمارات: تصريحات مستفزة وغير مقبولة"

من جانبها، وصفت دولة الإمارات العربية المتحدة تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى" بالاستفزازية، مؤكدة رفضها القاطع لأي تهديد لسيادة الدول العربية.

وعبّرت، في بيان لخارجيتها، عن "إدانتها واستنكارها بأشد العبارات" لتلك التصريحات "الاستفزازية"، التي اعتبرتها "تعدياً سافراً على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وأكدت الإمارات "رفضها القاطع لأي تهديد لسيادة الدول العربية الشقيقة". وطالبت بضرورة "توقف متطرفي الحكومة الإسرائيلية عن إطلاق التصريحات، أو القيام بأعمال تحريضية".

الإمارات دعت أيضاً "لوقف كل الخطط الاستيطانية والتوسعية (الإسرائيلية)، التي تهدد الاستقرار الإقليمي، وتقوّض فرص السلام والتعايش في المنطقة وبين شعوبها"، وفق بيانها.

ختامـــــــــــــــــاً..
خريطة "إسرائيل الكبرى" التي أعلن نتنياهو أنها مشروعه وهدفه، ليست وهماً صهيونياً قديماً، بل خطة عمل "جارٍ تنفيذها أمام أعيننا الآن"، كما أوضح ذلك السياسي المصري حمدين صباحي: "إسرائيل تفرض علينا الحرب! وأن استعدادنا لها أقل كلفة من تهربنا منها"، لذلك فالأمر بات الآن بمثابة حياة أو موت، أو أن "نكون أو لا نكون"..