لاينتصر شعب بدون فلسفة معينة..!

 

 

 

 
وان حمل اي شعب فلسفات متعددة فلن يستطيع الوصول الى مراده وتحقيق طموحه لان الفلسفات تتصارع فيما بينها.
عندما نقول فلسفة البعض يضن في نفسه اننا نقصد الفلسفة الماركسية او الاشتراكية اللينينية ؟ .. لا ليس ذلك وليس كل فلسفة هي ماركسية ولا لينينية او فكر الحادي.

الفلسفة الاسلامية كانت في عصور عدة هي الاقوى وبعض فلاسفة الاسلام صاروا مدارس تتعلم منهم شعوب الارض المتقدمة حالياً، امثال ابن رشد والفارابي وابن خلدون وابن باجة وابن الهيثم وابن سينا وابن طفيل والحامد الغزالي.
الفلسفة تعني الحكمة والفيلسوف هو ذلك العنصر الذي يمتلك مفاتيح الحكمة والمعرفة والمنهج الواضح الذي يسير عليه بثبات نضاله لتحقيق الاهداف التي يطمح الى تحقيقها.

نحن الجنوبيين مع الاسف دمرنا كل شي في عقولنا وفي الواقع، ولم يتبقى لدينا غير البندقية وثورة ثورة ياجنوب .

داهمنا المد القومي والحزبي بعد منتصف القرن الماضي وعشقناه وتبعناه واحرقنا ماضينا ولم نترك ولو نافذة صغيرة كاخط رجعة لفشل تهورنا هذا .

تاريخنا دمرناه ونسيناه ولم يعد يتذكر معظمنا ما كان امس، وكيف كنا, حتى هويتنا اصبح الكثير يتجادل حولها ولا يصل الى ناصية الاقناع والاقتناع بشأنها ، والبعض يحاول ان يهمش هويته الضارب جذورها في اعماق التاريخ ويفرض هوية اخرى ليس له ولا لنا علاقة بهذه الهوية لا من قبل ان تخلق ولا بعد ظهورها وتسميتها في الامد القريب.

ديننا ومذهبنا وعاداتنا وتقاليدنا وسلوكنا خلطنا الحابل بالنابل ولم يعد بضعنا يعرف الدين الرباني المعتدل الوسطي الذي عاش به ابائنا واجدادنا ، ولم يعد بعضنا يعرف مذهبنا السني الشافعي الذي كان يوحد ارض الجنوب من المهرة الى باب المندب بعيد عن مذهب الزيدية وشافعية اليمن الاسفل التابعة للمذهب الزيدي.

مع احترامي لبعض الشباب والمتثيقفين الجنوبيين المنتمين لبعض الاحزاب الدينية تبع مصالح خاصة يريدوا يقنعوا الشعب الجنوبي بانه جزء من الاخر ، واننا واحد بكل شي ، وهولاء مع الاسف يرتكبوا ابشع الجرائم الجرائم بحق الجنوب ارض وانسان .

ولو ان التعايش والعدل ينجح بين جنوبي وشمالي وشافعي سني وزيدي لكان نجح منذ اكثر من الف عام . فلسنا اذكئ ولا احكم ولا اشجع من ابائنا واجدادنا.

لهذا يفترض وانا ادعوا ان كان لايزال هناك في ارض الجنوب كلها فلاسفة وحكما او كما نسميهم اليوم خبراء في التاريخ وعلم الاجتماع والدين باصوله وعلم الانساب ان يلتقوا ويجتمعوا ليضعوا للجنوب فلسفة ( حكمة و منهج ) منطلقين بذلك من ديننا ومذهبنا الشافعي السني يسير عليه الشعب وقادته واجياله ، ويوحدنا تحت هدف واحد ويجمع مصيرنا المشتت وتتضح الرؤيةلدى الخارجين عن الصف الجنوبي دون وعي او لمصالح آنية، ويعرفوا ماذا يعني الوطن الجنوبي وماهي قضيته، وماهو مذهبه ، وماهو تاريخه، وماهي هويته ، وكيف يجب ان يكون سلوكه وطريق عمله و نضاله تضحايته واستشهاده ومن اجل ماذا ..؟

بعض البعض الشباب ربما دون علم يعتقد انه عسكري يناضل ويقاتل ويستشهد من الحصول على راتب او غيره من المزايا فقط في ضل انه يجهل كل شي غير ذلك.

اذا لم تكن لدينا حكمة وحكما ينور نا ويضعوا لنا فلسفة واضحة فلن نستطع جمع شتاتنا ونتحد ولا نستطيع الانتصار على اي عدو مهما كان حماسنا وشجاعتنا .

على سبيل المثال اليمن بمذهبه الزيدي يسيطر ويحكم اليمن بعيد عن الجنوب منذ اكثر من الف عام وبنفس فلسفة الهيمنة الزيديه ولم يسمح لاي احداث بالتاثير على فلسفته اوتدمير تاريخه وماضيه عاداته وتقاليده. بل يناضل ويقاوم كل حدث يطرئ حتى يطوعه لخدمة مذهبه الزيدي ، وكم هي الاحداث الذي حدثت في صنعاء منها احتلال ابرهة الاشرم والذي لم يغير فيهم شي بل اقنعوه ان يخدم صنعاء وماحولها لحد انهم اقنعوه ينقل الكعبة من مكة الى صنعاء، وبعد تعددت الاحداث حتى اتى الاحتلال العثماني لاحتلال اليمن بغير الجنوب فما كان منهم وفق فلسفتهم الا اقناع العثمانيين لمساعدتهم في احتلال الجنوب واكثر من اربع مرات حاولت صنعا بدعم العثمانيين احتلال الجنوب مرة قبل 400عام احتلت الجنوب كله ومرة اخرى قبل 100عام احتلت صنعاء اجزاء من الجنوب هي الشعيب الضالع وردفان ولحج حتى وصلت اطراف الشيخ عثمان في محمية عدن وذلك بجيش عثماني خالص يقوده الباكباش
علي سعيد باشا، هو قائد القوات العثمانية في اليمن خلال الحرب العالمية الأولى، وهو الذي تولى قيادة الحملة العسكرية الهادفة إلى السيطرة على مدينة عدن وبعض مناطق الجنوب.

وفي عصرنا الحالي لازالت صنعاء بمذهبها الزيدي والمتدثر بالشيعة صامد ومحتفظ بفلسفته ومنهجه وطموحه واحلامه، هي احتلال الجنوب برغم احداث القرن العشرين وثورات الشعب في اليمن ونشوء الاحزاب لكن كل ذلك لم يغير في هذه الفلسفة شي بل جعلة صنعاء كل الاحداث وثورات الشمال وقيام الاحزاب تعمل لفلسفتها وتحقيق طموحها واحلامها في السيطرة على الجنوب واحتلاله ، ونجحت بذلك واخضعت ثورتي سبتمبر واكتوبر لخدمتها واقنعت الاحزاب ومنها الاشتراكي ايضاً الذي كبل الجنوب وجمعه في كيس واحد وسلمه لصنعاء الزيدية ثم حزب الاصلاح باعضائه الجنوبيين جعلته يدمر ما تبقى في الجنوب من روابط دينيه وعادات وتقاليد وعلاقات اجتماعية وشطب الاعتدال الديني والسماحة والسلوك الانساني بين شرائح المجتمع الجنوبي .

وفرض بواسطة ازلامه وطلابه الذي هيئهم لذلك التشدد الديني والغلو ومحاربة المذهب الشافعي الوسطي ودمر الاسر وباعد بين الاخ واخيه ودمر كل سلوك المجتمع الجنوبي من تأخي وتراحم وتعاون وتكاتف ودمر كل ماضي يربط شعبنا فيه حتى المساجد القديمة والاثرية تم تفجيرها وتدميرها بعضها يدمروها بحجة اعادة بنائها من جديد ومحوا اثرها. كل ذلك ليجعلوا شعب الجنوب مخلخل هش ناسي ويجهل تاريخه وماضيه وليس لديه فلسفة وجودية تنظم حياته ولم يعد يمتلك اي اثر او تراث . 

وذلك خدمة لصنعاء ومذهبهاالزيدي ،
البعض يفتكر اننا نكتب ذلك للتحريض ، ليس ذلك فحسب ولكن هذه فلسفتهم لن تتغير بسلوكها واحلامها، يا اطفال الجنوب المغسولة ادمغتكم ، والله لو يعطئ لهم ارض الولايات المتحدة كلها مقابل كف اطماعهم بارض الجنوب فلن يقبلوا. وهذه فلسفتهم.
 اما الذي يفتي حوله بعض مطاوعة الجنوب المغسولة ادمغتهم بان المذهبالزيدي معتدل وقريب الى السنة والشافعية ؟ 

اتحداهم ياتوني باي مذهب اخر يمتلك نفس الفلسفة والسلوك والاطماع والحقد الدفين على مدى اكثر من ١٥٠٠ عام ضد شعب جنوبي مسالم وجار له ؟ 
 

مقالات الكاتب