جينات عدنان ..!

انتقالـﮯ العاصمة /عدن/خاص

 

 

زميل عزيز فتح الله عليه فأصبح في الخارج يلعب بالدولارات لعبا .

تذكرني بعد ست سنوات عجاف متسائلا : يا أخي دعك من المثالية وألعب زينا على حبال المتناقضات ، الصباح شرعي و الظهر إصلاحي و العشاء انتقالي ..؟
قلت له بقرف و اشمئزاز :
المسألة عندي مبدأ ،
سخر مني قائلا :
في أي بنك يصرفون هذا المبدأ ..؟
قهقهت قائلا :
مثلك أيها المتلون ، يا من بعت قضيتك برخص التراب
لا يفهم معنى مبدأ
المسألة هنا يا عزيزي مسألة جينات .

 تذكرت الأخ العزيز المهندس عدنان الكاف ، بدأ لي نموذجا مثاليا واضحا لمسألة الجينات .

عدنان عرفته من أصول رياضية عريقة ، رجل اقتصادي من الطراز الأول ، رجل أعمال ملتزم و منتظم ، يلمس الأشياء من حوله فتتحول إلى ذهب ، كما كان يفعل ميداس ، في كل مكان يضع نفسه في ورطة ناجحة .

بالتأكيد لا يستطيع صاحبنا أن يكون مثله ..
لأن عدنان صاحب مبدأ والمسألة هنا جينات ..!

عندما اجتاح الحوثيون عدن قبل ست سنوات ، هرب زميلي ، مثله مثل كل الذين تبرقعوا ظهر أحمر وهربوا من شر الحرب مع فاصل من الغناء .

عدنان لم يفعل مثلهم ..!
لم يشأ أن يهرب من جحيم الحوثي مهرولا الى جنة (اللي ما يشتري يتفرج)
لم يتجرد من إنسانيته تجاه عدن ، بل ذاب بين ظهراني الفقراء و المساكين و المقاومين الأبطال من أبناء عدن و الجنوب ، ذاق معهم ومعنا المرارة و الحرمان
عاش تفاصيل آلامنا لحظة بلحظة ..
كان يتألم
يعطش و يجوع مثله مثلنا
وعندما انخرط في عمل خيري تخلى عن بروتوكولات الأبهة وأصبح مثله مثل أي واحد ، رغيف خبز نصيبه مع كوب شاي .

عدنان لم يهرب مع أنه صاحب نفوذ ، عنده بدل المخرج مائة
لكنه آثر البقاء في كنف محنة عدن ، لأنه صاحب مبدأ ..
ولأن جيناته عدنية و وطنية .

أما صاحبي الذي يدعي وصلا بالجنوب ، والجنوب لا يقر له بذلك ، فليس له مبدأ ..
مجرد شاقي على بطنه
يتقرص على ظهر القضية
مجرد مهرج يبحث عن مزيد من العرض و الطلب ، هذا لأن جينات الهروب و التلون الحربائي تسبح في دمه .

 نعم يا صديقي
أنا لازلت مثلما عرفتني
أتقوقع في صومعتي كافي خيري شري
 الراتب يأتي بعد أن نموت مليون مرة في اليوم ، اقتات من مخزون القناعة ، أعيش على نفس المبدأ و بنفس روتين حياتي السابق وسط البسطاء و معاناتهم .
المسألة هنا أيضا مسألة جينات ..!

بالمناسبة الأخ عدنان الكاف الذي رضع من ثدي الرياضة مبادئ الأخلاق الحميدة ، لم أره منذ زمن بعيد .

مسؤوليات عدنان كبرت الآن بحجم وطنه المغلوب على أمره ، أضاف إلى أعبائه كرياضي ورجل أعمال الهم الوطني ، وهي مهمة مقدسة لا تأتي إلا لأمين صادق ، لا يغش في الموازين الوطنية ولا يساوم في المبادئ الثابتة ،لكنه هو الآخر كما هو ، لم يتغير أو يتلون أو يركب موجة منصات البيع والشراء ، لأنه صاحب مبدأ .. !

المسألة أيضا مسألة جينات جينات يا عزيزي وليس دولارات و جنيهات و حوالات من اللي بالي بالك ..!


#محمد_العولقي