تحت ذرائع قومية عربية واهية .. الحوثي يحشد زنابيله صوب الجنوب

انتقالـﮯ العاصمة /تقرير خاص


على صدى الفتاوى الدينية اليمنية المخرجة لشعب الجنوب من الملة الإسلامية، وعلى وقع تقارب فرقاء صنعاء الحوثي الإصلاح القاعدة، المثير للجدل وللشبهة، وما تمخض عنه من فتح الطرقات بين مأرب وصنعاء والجوف وتعز، حركت صنعاء زنابيلها المغفلين ممن حشدتهم ودربتهم بذريعة نصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وزجت بهم على خطوط التماس الحدودية مع دولة الجنوب في الضالع وبيحان ولودر. كما حركت خلاياها الإرهابية للقيام بعمليات إجرامية في العاصمة عدن ضد قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي السياسية والامنية والعسكرية.
 واشتبه مراقبون بضلوع تحالف فرقاء صنعاء في العملية الإرهابية التي استهدفت نجل رئيس الدائرة الأمنية بالمجلس الانتقالي الجنوبي العميد أحمد حسن المرهبي (محمد)، بعبوة ناسفة تم إلصاقها أسفل سيارته وتفجيرها عن بُعد، في العاصمة عدن يوم 16 فبراير 2024م، ما أدى إلى تفحم جثته داخل السيارة، مستدلين على ذلك بإعلان تحالف صنعاء الحرب على الجنوب، ففي أواخر يناير 2024م كشف عضو ما يسمى بالمكتب السياسي الأعلى للمليشيات محمد علي الحوثي، عن اتفاق مع جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة في اليمن، "لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر والمرتزقة بالمحافظات الجنوبية"، حد وصفه.

وقال في تصريح صحفي نشره على منصة "إكس" أمام المشاركين في اللقاء الذي عقد بصنعاء بحضور قيادات من جماعة الإخوان (حزب الاصلاح اليمني)، وأمراء تنظيم القاعدة من تعز ومأرب والبيضاء "إن اليمنيين في هذا اللقاء التاريخي تجاوزوا الخلافات البينية، ووقعوا وثيقة الاتفاق على مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني، ولم يتبقَ إلا المرتزقة للغرب والأمريكان في المحافظات الجنوبية والشرقية"، بحسب تعبيره.. مهدداً بـ"ضربة إلاهية تقضي عليهم وتنهي وجودهم"، حد قوله.

وأكد الحوثي أن لقاء صنعاء والتصالح بين الأطراف وتوحيد الجبهة الداخلية تعتبر "رسالة واضحة للمرتزقة بالجنوب ولأمريكا وبريطانيا على حدّ سواءَ"، 
بحسب قوله. وهو ما اعتبره مراقبون عودة تحالف القوى اليمنية ضد الجنوب، وتكرار سيناريو حرب احتلال الجنوب في صيف عام 1994م.

"سيناريو فتاوى دينية يتكرر"
 
ويأتي اللقاء وتوقيع الاتفاق بين فرقاء صنعاء بعد ايام من إصدار الشيخ عبدالمجيد الزنداني بياناً وجهه لجميع اليمنيين بشأن التطورات المتسارعة على الساحة اليمنية، وحول القرار الأمريكي بتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، وتواصل الغارات الأمريكية البريطانية على مواقع مليشيات الحوثي، على خلفية هجماتها الإرهابية على السفن التجارية بالبحر الأحمر، أعلن الزنداني فيه تعليق تجريم الحوثيين.
كما انتقد الزنداني في بيانه موقف الشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، من العدوان الإسرائيلي على غزة، ومن هجمات الحوثي على السفن الغربية في البحر الأحمر، معتبراً موقف الشرعية اليمنية والرئاسي "يفتقر إلى الرشد المأمول من اليمنيين والمسلمين جميعاً، ويخدم الكيان الصيهوني"، حسب قوله.

"هجمات على الجنوب متزامنة مع فتاوى واتفاقات مشبوهة"
    
إلى ذلك، ووفق مصادر إعلامية، صعدَّت مليشيات الحوثي نشاطها العسكري ضدَّ القوات المسلحة الجنوبية على خط التماس الحدودي بمحافظات الضالع ولحج وشبوة وأبين، استخدمت خلالها الطائرات المسيرة وقذائف الهاون والقناصات، كما حاول عناصرها التسلل إلا أن أبطال الجنوب نجحوا في التصدي لتلك الهجمات، مكبدين مليشيات الحوثي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح خصوصا في جبهة بيحان بمحافظة شبوة.
ويرى مراقبون أن مليشيات الحوثي انتهجت أسلوب المناورة والحرب الإعلامية ضد الجنوب للحصول على مكاسب سياسية، ولتشتيت جهود المجلس الانتقالي الجنوبي الرامي إلى فك ارتباط الجنوب عن صنعاء. 
وبحسب "سوث24"، حازت محافظة الضالع على النصيب الأكبر من التصعيد الحوثي بنحو 30 هجومًا، بينما استهدف الحوثيون جبهات يافع وكرش بمحافظة لحج بــ12 هجمة تقريبًا، كما قامت المليشيا بنحو 3 هجمات في محافظة شبوة ضدَّ قوات دفاع شبوة، في مناطق مرخة العليا وبيحان الحدودية، و4 هجمات ضد القوات الجنوبية في حريب. 
وفي محافظة أبين تعرضت المقاومة الجنوبية لهجمتين في جبهة ثرة، كما نفذت المليشيات 9 هجمات بالمدفعية والرشاشات و3 عمليات قنص في جبهات يافع وكرش والضالع، وتسببت بعض الهجمات بوقوع ضحايا من المدنيين وأضرار في المساكن والمزارع شمال غرب الضالع. 

"لقاءات حوثية للتعبئة والتحشيد"

وبحسب "الشرق الأوسط"، استغلت الجماعة الحوثية الأحداث الجارية في غزة، واستنفرت كبار قادتها ومشرفيها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها لتنظيم حملات تجنيد جديدة في قرى ومناطق 9 محافظات هي: صنعاء وريفها وإب وذمار والحديدة وعمران وحجة والمحويت وريمة.

وقالت الصحيفة إنه نظراً للنزيف الحاد الذي أصاب مخزون الجماعة البشري، وعزوف المجتمع بمناطق سيطرتها عن مدها بمقاتلين، شكلت ما تسمى بـ«اللجنة العليا لنصرة الأقصى»، وانبثقت عنها لجان أخرى على مستوى تلك المناطق لتولي مهام الإشراف على التعبئة والتحشيد إلى جبهات القتال.
وأقر قادة حوثيون في اجتماع لهم، عُقد أخيراً بصنعاء، تولي مشرفين وعناصر تابعة لهم مهام تنفيذ ما أطلقوا عليها التوجيهات الصادرة عن زعيمهم عبد الملك الحوثي، حول تجنيد مقاتلين جدد إلى صفوفهم. وأوكلت الجماعة الحوثية مسؤولية التعبئة والتحشيد في صنعاء وريفها إلى القياديين خالد المداني وسيف الهاشمي، وفي الحديدة إلى القيادي محمد قحيم، وإلى علي الخطيب في المحويت، وسجاد حمزة في عمران، ومحمد النهاري في ريمة، وراكان النقيب في محافظة إب، وإبراهيم الحملي في حجة وأحمد الضوراني في ذمار.
وبحسب الصحيفة، شكا مواطنون في صنعاء وريفها ومدن أخرى لـ«الشرق الأوسط»، من عودة الجماعة مجدداً إلى تكثيف تحركاتها ونزولها الميداني إلى مناطقهم لمطالبة الأهالي بإلحاق أبنائهم بالقتال ضمن ما أطلقت عليه (كتائب طوفان الأقصى). 

- ختامًا..

ناهيك عن استهداف موانئ الجنوب وتدمير الاقتصاد، وإيصال شعب الجنوب إلى حافة المجاعة،
ان لم تأتِ الأقدار بأعذار تتحجج بها مليشيات الحوثي وحلفائها الإخوان والقاعدة لغزو الجنوب، فإنها ستبذل الغالي والنفيس لخلق أعذار من العدم.