فيما آمال الجنوبيين معقودة على مساعيه لانتزاع اعتراف دولي بقضيتهم.. "الرئيس الزُبيدي" حراك سياسي دبلوماسي غير مسبوق في أروقة الأمم المتحدة

انتقالـﮯ العاصمة /تقرير /خاص

 

أشاد مراقبون جنوبيون وعرب بالحراك السياسي والدبلوماسي الرسمي، الذي يقوده الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في أروقة الأمم المتحدة، وسعيه الدؤوب لانتزاع اعتراف دولي بقضية شعب الجنوب من على منصة الأمم المتحدة..

معتبرين مشاركته في الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقائه كلمة أمام أعضاء الجمعية، تطرق خلالها إلى قضية شعب الجنوب، خطوة جريئة غير مسبوقة ستتبعها خطوات إيجابية أخرى، مشيرين إلى انه من المحتمل تكفل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بتحريك ملف قضية شعب الجنوب عقب الإفصاح عنها رسمياً، وإيصاله إلى مواقع صنع القرار الدولي، نظراً لعلاقاتها الدولية ومكانتها المميزة بين الأمم، لا سيما وأن الجمعية العامة للأمم المتحدة تعد منصة دولية جامعة يجتمع فيها قادة وزعماء العالم لمناقشة القضايا العالمية، أهمها المتعلقة بالأمن والسلم الدوليين، وكذا رفع المظالم عن الشعوب وإعطائها الحق في تقرير مصيرها.

وتوقع محللون أنه عقب الإفصاح عن قضية شعب الجنوب، من على منبر الأمم المتحدة، أن يتم إدراج ملفها ضمن القضايا الساخنة التي تتطلب حلولاً عادلة، وإنما هي مسألة وقت. 

حراك الرئيس الزُبيدي وضع الإقليم والمبعوث الأممي أمام واقع جديد مغاير

الى ذلك يرى محللون أن خطاب الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي بمقر الأمم المتحدة، وكذا اللقاءات التي أجراها في أروقة الأمم المتحدة بمتابعة ودعم إماراتي لا محدود، وكذا تصريحاته التي أدلى بها لصحيفة الجارديان البريطانية، قد تضع مساعي الإقليم والمبعوث الأممي هانس غروندنبرغ أمام واقع جديد مغاير يتطلب إعادة النظر في الصيغة الحالية للمبادرة الإقليمية الدائرة بين مسقط والرياض، حيث قال فخامته في ختام المقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية إن عملية السلام السابقة لم تعد قابلة للاستمرار، والنهج المعتمد في التعامل مع الحوثيين بحاجة إلى تغيير. 

كما جدد خلال المقابلة التأكيد على ضرورة إعادة تصدير النفط، وبناء إيرادات وطنية مستقلة عن الدعم المقدم من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن افتقار مجلس القيادة الرئاسي إلى القواعد الإجرائية المناسبة يؤكد حاجته إلى عملية إصلاح.
 كما قلل من تأثير الضربات الجوية الأمريكية البريطانية على الحوثي، وبأنها أدت إلى نتائج عكسية، حيث استغل الحوثيون هذه الهجمات لتحشيد الدعم الشعبي وتصوير الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كقوى معتدية على سيادة اليمن.

وأضاف الرئيس الزُبيدي قائلاً: "التحالف العربي يشن ضربات جوية ضد منصات إطلاق الصواريخ التابعة للمليشيا منذ ثماني سنوات، ومع ذلك، تمكنت المليشيا من التكيف وإيجاد طرق لإخفاء قدراتها".. مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في غياب استراتيجية منسقة تشمل المنطقة ومجلس القيادة الرئاسي، حيث أن العمليات العسكرية الحالية تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا فقط، دون تنسيق فعال مع الأطراف الإقليمية الأخرى.
ولفت الرئيس الزبيدي الانتباه إلى أن السفن التي تصل إلى موانئ الحديدة والصليف تمر دون تفتيش بعضها تحمل أسلحة متطورة للحوثيين. 

وفي الجانب السياسي، أكد الرئيس الزُبيدي أن المليشيا الحوثية باتت ترى نفسها كدولة، ولا تعترف بالحكومة الشرعية في عدن، ولا تريد سوى الحوار مع الغرب فقط. 
وقال: الحوثيون نجحوا في غرس أيديولوجيتهم الطائفية في الجيل الجديد، مما يجعل من الصعب توقع حدوث ثورة داخلية ضدهم في المستقبل القريب.

ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس الزبيدي تنسف المساعي الإقليمية بصيغتها الحالية وبأن الرجل أصبح في موقع قوة، وباتت تصريحاته محل اهتمام واستيعاب الإقليم والعالم.

القضية الجنوبية.. من عدن إلى نيويورك

إلى ذلك اعتبر محللون جنوبيون وعرب الإفصاح عن قضية شعب الجنوب من على منبر الأمم المتحدة، خطوة لشرعنة ملف القضية الجنوبية وإعطائها الأولية في أية مساعٍ دولية أو إقليمية، وضرورة إشراك المجلس الانتقالي بجميع خطوات الحل السياسي كطرف ندي.   

وقال المستشار الإعلامي للرئيس الزُبيدي، رئيس قطاع الصحافة والاعلام بالانتقالي الجنوبي الدكتور صدام عبدالله، عن الحراك الذي يقوده الرئيس القائد الزبيدي في نيويورك إنه: 
 أولاً: تعزيز شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي على المستوى الدولي، كلاعب رئيسي في المشهد السياسي، إذ إن الحضور في هذا المحفل الدولي يعكس في لقاءاته الجانبية اهتمام المجتمع الدولي بقضية شعب الجنوب وتقديره لدور المجلس الانتقالي في التوازنات السياسية، وهذا يعزز من مكانة المجلس كطرف شرعي في أي مفاوضات سياسية مستقبلية تتعلق بمستقبل الجنوب أو اليمن.
ثانياً: إيصال صوت شعب الجنوب إلى المجتمع الدولي، إذ تعتبر فرصة ذهبية لعرض القضايا الوطنية على المستوى الدولي، من خلال مشاركة الرئيس الزبيدي، يتمكن من إيصال صوت شعب الجنوب وتطلعاته إلى المجتمع الدولي بشكل مباشر وبصفة رسمية، مما يعزز الوعي الدولي بالقضية الجنوبية، وهذا يمكن أن يسهم في توجيه أنظار الفاعلين الدوليين نحو ضرورة إيجاد حلول عادلة تراعي حقوق وتطلعات شعب الجنوب.
ثالثاً: كسب دعم دولي لحل سياسي عادل، إذ تتيح هذه المشاركة فرصة للرئيس الزبيدي للقاء زعماء دول ومنظمات دولية مؤثرة، ويمكن أن يؤدي إلى كسب تأييد سياسي ودبلوماسي لمطالب شعب الجنوب، لا سيما اقتناع أو حتى معرفة هذه القوى عن قرب وإعطائهم معلومات واضحة، بعد أن سعت أطراف إلى حجبها، مما يجعل هذه القوى الدولية تساهم في الضغط نحو حل سياسي عادل وشامل، يأخذ بعين الاعتبار حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم ويؤمن لهم دوراً محورياً في المستقبل.

ختامًا..
تعددت الطرق والهدف واحد ألا هو إيصال قضية شعب الجنوب إلى مواقع صناعة القرار الدولي، لانتزاع اعتراف دولي بها على طريق الانتصار لمشروع الجنوبيين في استعادة دولتهم كاملة السيادة "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".. فهل يفعلها ابو القاسم؟