عقوبات وملاحقات وتشريد" خصوم الجنوب يتساقطون تباعاً.. "حميد الأحمر" أحد أبرز مجرمي حرب العام "94م" ضد الجنوب

انتقالـﮯ العاصمة /تقرير /خاص

 

في العام 1994م استباح التحالف اليمني (العسكري، القبلي، وإلى جانبه قوى الإسلام السياسي الإصلاح والقاعدة والجماعات الارهابية العائدين من أفغانستان) الجنوب، وحولوا أغلب أصوله من مصانع ومبانٍ حكومية ومنشآت ومؤسسات وأراضٍ شاسعة إلى أملاك خاصة بهم وبعائلاتهم وأقاربهم وشيوخ القبائل والقيادات العسكرية المتحالفة معهم. أصبح الجنوب غنيمة حرب في ضوء الفتوى التكفيرية التي أصدرها شيخهم عبد الوهاب الديلمي. 

 

يوم الإثنين 6 أكتوبر 2024م أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على أحد المتورطين الرئيسيين في نهب مؤسسات وثروات الجنوب الإرهابي (حميد بن عبد الله الأحمر). المدعو جمع ثروة هائلة وأصبح من كبار رجال الأعمال في فترة قصيرة.

طالته العقوبات و 9 من شركاته هي:

1- مجموعة الأحمر التجارية، ومقرها في (اليمن).

2- شركة الأحمر لتوريد وتوزيع الزيوت (اليمن).

3- سما الدولية للإعلام مقرها في (اليمن).

4- مؤسسة السلام التجارية والوكالات العامة، مقرها (‎اليمن).

5- سبأ للتجارة والاستثمار SRO، مقرها (‎التشيك).

6- سبأفون الدولية SAL مقرها (‎لبنان).

7- سبأتورك ديس تيكاريت أنونيم سيركيتيو، مقرها (تركيا).

8- إنرجي ياتريملاري أنونيم سيركيتي، مقرها (تركيا).

9- إنفستريد بورتفوي يونيتيمي أنونيم سيركيتيو، مقرها (تركيا). 

لاقى القرار الأمريكي ترحيب الشارع الجنوبي، وأكد عدد كبير من النشطاء السياسيين والإعلاميين الجنوبيين أن الخزانة الأمريكية اقتصت للجنوبيين بطريقة غير مباشرة من أحد مجرمي حرب 94م، وأن خصوم الجنوب يتساقطون تباعاً.. مطالبين مجلس الأمن بتشكيل لجان دولية محايدة لتقصي حقائق ثروة الإرهابي حميد (من أين لك هذا؟!)، كونها جمعت في فترة قياسية، تحديداً عقب اجتياح ونهب الجنوب في العام 1994م.

تقرير الدكتور باصرة شاهد عيان.. هل حان الوقت لنشره أمام العالم؟

بحسب مقابلة متلفزة أجريت معه يوم 2 مايو 2013م، كشف الدكتور صالح باصرة عن بعض تفاصيل تقريره المدعم بالدلائل عن نهب الأراضي والمنازل في عدة محافظات جنوبية عقب اجتياح الجنوب في العام 1994م، أزاح خلاله الستار عن تورط اللواء علي محسن الأحمر والشيخ حميد بن عبد الله الأحمر ومجموعة هائل سعيد أنعم وقيادات عسكرية وأمنية محسوبة على علي عفاش ذكرها في تقريره بالاسم.

ويعد الدكتور صالح باصرة، المتوفى يوم 21 نوفمبر 2018م، من أبرز الشخصيات الوطنية المشهود لها بالنزاهة والشفافية وقول كلمة الحق مهما كان ثمنها.

وأفاد باصرة خلال المقابلة بأن تقريره الذي عرف حينه بتقرير (باصرة - هلال) يحوي 16 اسمًا لنافذين متورطين في أعمال نهب واسعة في الجنوب بعد حرب صيف 94م.

لافتاً إلى أنه سلم تقريره إلى الرئيس السابق علي عفاش، وأن لدى الرئيس التوافقي (هادي) نسخة منه ونسخة يحتفظ بها لنفسه. وقال حينها للرئيس عفاش: «إما أن تقف إلى جانب الشعب والوطن وإما أن تختار الستة عشر ناهبًا»،، لكن عفاش فضل السرق على الوطن. 

وأوضح باصرة أن التقرير شمل الكثير من القضايا، منها قضية المبعدين عن وظائفهم وتدني مستوى التمثيل الجنوبي في وزارة الخارجية، وقضايا أخرى ظهرت بعد حرب صيف 94م.

وذكر التقرير في الجزء المتعلق بنهب المساكن والمنشآت الحكومية، أن عددها بلغ في العاصمة عدن وحدها 1357 مسكناً تم اقتحامها ونهبها، منها 63 عقارا حكومياً.

من جهته، نشر موقع إلكتروني جنوبي يدعى (خنقتونا) على شبكة الإنترنت كشوفات لناهبي الأراضي في المحافظات الجنوبية وتحديداً مدينة عدن.

وقال الموقع في تقريره إنه يتحمل كافة المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن حقيقة الأسماء المنشورة في التقرير، وهي من احتواها تقرير (صالح باصرة وعبد القادر هلال).

وتصدرت الأسماء أدناه كبار المتورطين وهم: (صالح علي أحمد الضنين، ومحمد علي محسن، واللواء علي محسن الأحمر، وعبد اللاه القاضي، وتوفيق عبدالرحيم، وأولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، ومجموعة هائل سعيد أنعم، وقيادات عسكرية وأمنية محسوبة على عفاش).

بعض المواقع المنهوبة وأسماء السرق:

وتطر التقرير إلى أسماء بعض المواقع المنهوبة بالعاصمة عدن وكانت كالآتي:

- مساحة في جبل هيل فوق مستشفى باصهيب استولى عليها العميد محمد ضيف الله وزير الدفاع الأسبق.

- مدرسة البنيان سابقاً (مقر المليشيا) المعلا استولى عليها العميد عبد الملك السياني وزير الدفاع الأسبق.

- مساحات في جبل هيل وجولد مور التواهي، استولى عليها محمد علي محسن قائد المنطقة الشرقية الأسبق.

- مساحات أحواض الملح (المملاح) خور مكسر، استولي عليها الشيخ حميد بن عبد الله بن حسين الأحمر.

- جبل حقات مع منزل البيض كريتر، استولى عليه الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.

- نادي الشرطة (اتحاد الشرطة الرياضي)، استولى عليه غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي.

- مقر جمعية الصداقة اليمنية السوفيتية كريتر، استولى عليه غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي.

- ميناء الاصطياد المعلا، استولت عليه شركة سام التابعة لمجموعة الأحمر.

- منتزه ذو ريدان خور مكسر، استولى عليه اللواء علي محسن الأحمر.

- السفارة السعودية سابقاً خور مكسر، استولى عليها العميد محمد علي محسن.

- مساحة كبيرة واقعة في جبل عين في التواهي استولى عليها عبد الغني الشميري.

- مقر الحزب الاشتراكي في كريتر، استولى عليه عبداللاه القاضي قائد لواء تعز سابقاً.

- جزء من معسكر الشحن في جزيرة العمال خور مكسر، استولى عليه وزير الدفاع السابق محمد ضيف الله.

- مزرعة الدواجن سابقاً (دار سعد طريق لحج)، استولى عليها عامر عبد الوهاب الآنسي نجل أمين عام حزب الإصلاح.

- منطقة كالتكس وحتى الحسوة المنصورة، استولت عليها شركة المنقذ الوهمية تملكها مجموعة من قيادات حزب الإصلاح على راسهم عبد المجيد الزنداني.. والقائمة تطول لا يتسع المجال لسردها بالكامل.

طالب ناشطون جنوبيون بضرورة نشر تقرير (باصرة - هلال) عبر وسائل الإعلام المختلفة لتعريف العالم بحجم معاناة الجنوبيين، وممارسات المحتل اليمني المرتكبة في الجنوب باسم (الوحدة اليمنية).

تباكي حوثي على حميد الأحمر:

بحسب توقعات مراقبين، أعلنت سلطة الأمر الواقع الحوثية في صنعاء رفضها وإدانتها لقرار وزارة الخزانة الأمريكية بشأن إدراج اسم رجل الأعمال اليمني حميد الأحمر وتسع من شركاته على قائمة الإرهاب بتهمة تأييد حماس.

وقال رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ التابعة لجماعة الحوثيين نصر الدين عامر: "نرفض رفضاً قاطعاً أي إجراءات أمريكية ضد أي يمني مهما كان اختلافنا معه، ونعتبر القضاء اليمني هو المخول الوحيد لمعاقبة أي يمني يرتكب أي مخالفة إن وجدت، ونعتبر أمريكا عدواً وما يصدر منها هو عمل عدواني".

كما أعلن القيادي في الجماعة محمد البخيتي موقفه من إدراج أمريكا اسم القيادي في حزب الإصلاح حميد الأحمر على قائمة الارهاب، حيث أكد في تغريدة له على منصة "إكس" بأن "هذا عمل مدان، لأن دعم حركة حماس واجب شرعي وأخلاقي ووسام شرف لكل مسلم". وقال "نعبر عن تضامننا وتأييدنا لكل من يدعم المقاومة الفلسطينية بأي شكل من الأشكال، ونؤكد بأنه سيأتي اليوم الذي نحاسب فيه صهاينة العالم ونؤدبهم على ما اقترفوه من جرائم".

ويرى مراقبون أن تصريح البخيتي يعكس حالة التوافق والانسجام بين جماعته والإخوان.

الإرهابي حميد الأحمر يتحدى أمريكا:

من جهته، لم يكترث الإرهابي حميد الأحمر بالعقوبات الأمريكية، وقال في كلمة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي: "في هذه الذكرى الهامة (مشيرًا إلى الذكرى الأولى لطوفان الأقصى 7 أكتوبر) نؤكد على أنه وبعد مرور هذا العام تكشفت الكثير من الحقائق وسقطت الكثير من الأقنعة في الوحول، كثير من الجهات والقيادات التي توارت أو التي تخاذلت أو التي تآمرت".

وأضاف: "نياشين الشرف لكل من وقف وساند الحق، حق المقاومة وحق الدفاع عن العرض وعن الأرض". وختم قائلاً: "ونقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بشر بأن هؤلاء المرابطين في بيت المقدس، سيكون هناك من يخذلهم ولكن لن يضرهم من خذلهم. فقط علينا نحن أن يكون لنا سهم معهم".

 

ختاماً..

يتشدق أولئك القوم باسم فلسطين وهي منهم ومن افعالهم براء. لابد ما تتضح الصورة، وتتكشف حقيقة المتاجرون بالقضية الفلسطينية يوماً ما.

لابد من القصاص من السرق ناهبي الجنوب ولو بعد حين، لأبد للأرض أن تنعم بأهلها الذين رووها بدماء الشهداء والجرحى.

ومن لم تطاله العقوبات الأمريكية والدولية لابد ما تطاله العدالة الربانية. لابد ما يذوق العلقم على أيدي أبطال الجنوب، إنما هي مسألة وقت..