اكتوى الجنوبيون بناره عقوداً من الزمن حتى اللحظة.. "الإرهاب اليمني" لن يتوقف إلا بفك ارتباك الجنوب..!

انتقالـﮯ العاصمة /تقرير /خاص

 

لايزال شعب الجنوب يعاني ويلات الإرهاب اليمني بشتى أنواعه (ديني سياسي عسكري أمني)، طالما الفتاوى الدينية اليمنية التي أباحت دماء الجنوبيين في العام 1994م ولاتزال مغروسة في أذهان ووجدان الشعب اليمني بكافة فئاته المدنية وغير المدنية، ثقافة كراهية أسستها صنعاء في وقت مبكر ضد الجنوبيين.

(وما اصاب الاشقاء السعوديين بالمنطقة العسكرية الأولى يوم 8 نوفمبر 2024م ما هو إلا غرفة من بحر الأحقاد اليمنية الظاهرة، وما خُفي من النوايا الخبيثة كان أعظم)..

عقب توقيع الوحدة اليمنية المشؤومة في 22 مايو 1990م مباشرة تم تأسيس حزب يمني إرهابي متطرف في صنعاء يسمى "حزب التجمع اليمني للإصلاح"، وهو عبارة عن لفيف من المرتزقة وخريجي السجون ومن العناصر المطلوبة أمنياً، والعائدين من افغانستان وشيوخ السلطان عفاش وعناصر قبلية لها أكثر من قناع.

لماذا اسست صنعاء ذاك الحزب الإرهابي عقب توقيع الوحدة اليمنية مباشرة تحديدًا يوم 13 سبتمبر 1990، وتم افتتاح مقره الرئيسي في العاصمة اليمنية صنعاء يوم 3 يناير 1991م؟ 

لم يكن عفوياً ولم تكن نظرة الأشقاء اليمنيين تجاه الجنوبيين أخوية صادقة، بل كانت نظرة عدائية على أنهم (كفار ماركسيين) وأنه يتعين على صنعاء تحصين شعبها اليمني من المد الماركسي والتصدي له، وكان ذلك عبر تأسيس ذاك الحزب الإرهابي "التجمع اليمني للإصلاح".. 

لم يتوقع الجنوبيون حدوث خيانة وغدر في وقت مبكر، لاسيما أنهم اندمجوا في تلك الوحدة بطريقة عفوية أخوية. 

وكانت المفاجأة أن باشر ذلك الحزب المتطرف (التجمع اليمني للإصلاح) بتنفيذ عمليات اغتيال وملاحقة للقيادات السياسية والعسكرية والأمنية الجنوبية. تم قتل العميد ماجد سيف مرشد الصبيحي مستشار وزير الدفاع هيثم قاسم طاهر في 21 يونيو 1992م وسحلت جثته في صنعاء. وفي نفس العام تعرض القيادي علي صالح عباد مقبل لمحاولة اغتيال بمحافظة أبين. 

وتوالت عمليات القتل والملاحقة ضد الجنوبيين، وكانت تقيّد تلك الجرائم ضد "مجهول"، حتى أصبح المجهول (جبل) حسب قول الدكتور ياسين سعيد نعمان، الذي تعرض هو الآخر لمحاولة اغتيال عبر قصف غرفة نومه بقذيفة (آر بي جي).

وعقب اجتياح الجنوب في العام 1994م أرسلت صنعاء عناصرها الإرهابية إلى الجنوب. أسست لهم معسكرات في عدد من المحافظات الجنوبية، وغرست في أذهانهم أن الوحدة اليمنية "كيان مقدس" يتوجب حمايته والدفاع عنه تحت شعار (الوحدة أو الموت).

وازدادت وتيرة القتل الانتقائي ضد الجنوبيين، ولاتزال عمليات الملاحقة والقتل مستمرة حتى يومنا هذا، وبنفس الوتيرة وبنفس العقلية والثقافة العدائية المتوارثة جيلاً بعد جيل.

إرهاب يمني عابر للحدود مدعوم من إيران وسلطنة عُمان

لم يسلم الأشقاء والأصدقاء من الإرهاب اليمني، حيث تعرضت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لقصف واعتداءات متكررة طالت منشآت مدنية (مصافي ومحطات تكرير النفط ومطارات مدنية)، بما في ذلك المقدسات الإسلامية، حيث حاول الحوثي قصف مكة المكرمة بصاروخ تم اعتراضه في الجو. وها هو خط الملاحة الدولي المار في البحرين، الأحمر والعربي، يتعرض لقرصنة يمنية. قُصفت السفن التجارية المسالمة بالصواريخ والطائرات المسيرة والقوارب المفخخة الحوثية، وتم إغراق عدد منها ما قد يتسبب في حدوث تلوث بحري بيئي كارثي على المدى القريب والبعيد، يؤدي إلى حرمان آلاف الصيادين اليمنيين من مصدر رزقهم الوحيد. 

أصيب الاقتصاد العالمي بخسائر فادحة، وتضاعفت رسوم نقل البضائع بعد أن غيرت السفن مسارها إلى رأس الرجاء الصالح. كما تكبدت جمهورية مصر العربية الشقيقة خسائر اقتصادية كبيرة. وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، قد انتقد هجمات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على حركة الملاحة في باب المندب وجنوب البحر الأحمر.

وكشف عبد العاطي في تصريحات أدلى بها مطلع نوفمبر 2024م، أن الهجمات الحوثية على السفن التجارية كبدت الاقتصاد المصري خسائر تقدر بنحو 6 مليارات دولار..

وتواصل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران استهداف حركة الملاحة البحرية في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر، بدعم غير محدود من قبل سلطنة عمان وجمهورية إيران الإسلامية، غير مبالين بالانعكاسات السلبية على الداخل اليمني وعلى الإقليم والعالم.

هل يعقل إجبار شعب الجنوب على الاستمرار في وحدة مع هكذا بشر؟!

لقد ذاق الأشقاء العرب القليل اليسير من الإرهاب اليمني المحلي والعابر للحدود، فيما شعب الجنوب يتجرعه على مدار 3 عقود من الزمن حتى اللحظة، ومع ذلك يأتي من يطالب أو يحاول أن يفرض على الجنوبيين الاستمرار في إطار الوحدة اليمنية، سواءً عبر القوة العسكرية أو عبر ممارسة الضغوط الاقتصادية والخدمية الظالمة، أو عبر إنشاء وتفريخ كيانات سياسية بهدف طمس القضية الجنوبية، وثني الجنوبيين عن مشروعهم التحرري وإجبارهم على الاستمرار في إطار "اليمن الواحد". سياسات قمعية غير مبررة ضد شعب الجنوب لا يقبلها الضمير الانساني. 

والطامة الكبرى هي إعطاء الأحزاب اليمنية المتطرفة الداعمة الحاضنة للإرهاب (الإصلاح والرشاد) الضوء الأخضر لممارسة نشاطها في الجنوب، رغم أنها محضورة بدول الخليج العربي ومصر، الأمر الذي يراه مراقبون "تناقض وازدواجية في المواقف" وعملية تصدير الإرهاب إلى الجنوب من دول تدّعي أنها تحاربه.

ختاماً..

عملية اغتيال الضباط السعودييين "إرهابية" مدانة بأشد العبارات، نفذتها أيادي الدولة اليمنية العميقة التي اكتوى شعب الجنوب بنارها على مدار 3 عقود حتى اللحظة، ولن يتوقف إرهابها وليس له حدود إلا بفك ارتباط الجنوب عن اليمن.

تقارير محلية وأخرى دولية أجمعت على أن المجلس الانتقالي الجنوبي شريك فاعل في الحرب على الإرهاب، وفي استتباب الأمن والسلم الدوليين، وأن قرار فك ارتباط الجنوب عن اليمن خيار صائب اتخذه شعب الجنوب يخدم المنطقة والاقليم والعالم، وأن على المجتمع الأممي احترام ودعم ومساندة خيار شعب الجنوب التواق إلى الحرية، وإلى استعادة دولته "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، التي من خلالها سوف تتوقف القرصنة الحوثية والإرهاب اليمني بكافة أشكاله، حقيقة يجب أن يستوعبها الإقليم والعالم.