تدمير العملة وإغراق العاصمة عدن في ظلام دامس.. مراقبون: حروب الخدمات لن تثني الجنوبيين عن مشروعهم التحرري..!
يرى محللون سياسيون أن إغراق العاصمة عدن في ظلام دامس، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية المفتعلة الناتجة عن التلاعب بقيمة الريال اليمني، وما رافقه من غلاء معيشة، وفقدان رواتب الموظفين قيمتها الشرائية، الهادفة في مجملها إلى شحن وتهييج الشارع الجنوبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، أعطت مفعولاً عكسياً حيث صب الجنوبيون جل غضبهم وسخطهم على بقايا عفاش والإخوان المسلمين الممسكين بزمام الحكومة والرئاسي..
مشيرين إلى أن هكذا أفعال مستوردة أصبحت مكشوفة لن تنطلي على الشارع الجنوبي الذي اعتادها على مدار 30 عاماً من عمر الاحتلال اليمني للجنوب، ولن تثني شعب الجنوب عن قضيته ومشروعه في استعادة دولته "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية"، حيث خرجت القوى المدنية والنقابات العمالية الجنوبية وإلى جانبها شعب الجنوب في احتجاجات سلمية منددة بما أسمتها سياسة التجويع وتدمير الدولة الجنوبية، مطالبين بإسقاط الحكومة والرئاسي ورحيل بقايا عفاش والإخوان المسلمين عن أرض الجنوب، ومؤيدين في الوقت ذاته تسليم الجنوب للمجلس الانتقالي الجنوبي المفوض من شعب الجنوب.
أزمات متزامنة هدفها إسقاط الجنوب في مستنقع الفوضى:
ليست عفوية بل ممنهجة، أزمات متزامنة مفتعلة - بحسب محللين - جاءت في شكل انهيار قيمة الريال اليمني، تبعه انهيار اقتصادي وغلاء معيشة وتضييق على موظفي الحكومة بالقطاعات المدنية والأمنية والعسكرية، بقطع وتقطير الرواتب، تلاه إغراق العاصمة عدن في ظلام دامس من جهة، ومن جهة أخرى إشعال جبهات القتال على خطوط التماس الحدودية مع مليشيات الحوثي، وكذا تحريك الجماعات الإرهابية (القاعدة وداعش بمحافظة أبين)، محاربة الفاسدين بقوى أخرى أشد فساداً يتقدمهم أحمد عبيد بن دغر.
وتساءل ناشطون: هل كل ما يحدث جاء من محض الصدفة أم أنه عمل منظم تقف خلفه أيادي قوى الاحتلال اليمني العفاشي (حوثي إخواني)، تسانده من تحت الطاولة مطامع إقليمية ودولية. أزمات متزامنة هدفها إسقاط الجنوب في مستنقع الفوضى ليتسنى إضعافه وتمزيق نسيجه الاجتماعي والسياسي، لتسهيل تمرير الأجندات الخبيثة، بعيداً عن أنظار الجنوبيين المنشغلين بتلك الأزمات بحسب ما يراهن ويطمح الأعداء.
مليونية القوى المدنية والنقابات العمالية الجنوبية تقلب الطاولة على قوى الاحتلال اليمني:
توقع مراقبون أن تقلب مليونية التغيير وانتزاع الحقوق وهيكلة الأجور، التي دعت إلى تنظيمها القوى المدنية والنقابات العمالية الجنوبية بساحة العروض بالعاصمة عدن، صباح يوم الثلاثاء 14 يناير 2025م، الطاولة على جميع قوى الاحتلال اليمني المتمترسة خلف ما يسمى بالشراكة في الحكومة والرئاسي.. حيث قالت القوى المدنية والحقوقية الجنوبية في بيان لها:
لقد تحولت حياتنا إلى جحيم لا يُطاق، وبلغ الصبر منتهاه، ولم يعد للثقة مكان في منظومات تضم في هياكلها قيادات حزبية وسياسية فاسدة وفاشلة ومجرمة، يتم تدويرها في واجهة السلطة منذ أكثر من 30 سنة، حيث لم ينتج عن هؤلاء غير الأزمات والحروب والدمار، علاوة على مساهماتهم في التجويع والظلم والتشريد الذي تعرضنا له عقوداً من الزمن.
وتابع البيان: لن يقدم هؤلاء الفاسدون ومنظوماتهم الحزبية غير مزيدٍ من التدهور والحصار والفشل الذي سيطالنا جميعاً، ونحن الذين ناضلنا وقاومنا وكافحنا عقوداً من الزمن للتخلص منهم، وللوصول إلى استعادة حقوقنا المدنية المسلوبة، وبتنا نواجههم مرة أخرى، وبسببهم نقف اليوم وشعبنا في أتون أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخنا، نتيجة قبولنا بوجودهم في مجلس القيادة والحكومة. ولقد بات واضحاً أن استمرار بقائهم سيزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وحتى السياسية.
لن نقبل استمرار سياسات التجويع والإفقار والعقاب الجماعي والإبادة، والتدمير لكافة المنشآت الحيوية الخدمية والإيرادية، ونهب المال ومقدرات الوطن ومنجزاتنا التي سالت دماء أبنائنا وإخوتنا من أجلها، والتي بلغت مماطلاتها واستهتارها بحياة الشعب أقصى مدى، ضاربة عرض الحائط بكافة المطالب الحقوقية المشروعة التي تضمنتها كافة بيانات التصعيد والاعتصامات الشعبية والعسكرية، وأخرها بيان الوقفة الاحتجاجية الأخيرة في مطلع هذا الشهر الجاري.
أيها الأحرار.. أيتها الحرائر..
إن صبر ومعاناة شعبنا الجنوبي بكافة أطيافه قد فاقت وتجاوزت كل حدود التحمل، وأن صبركم على مدى سنوات ليس خوفاً أو ضعفاً أو خنوعاً واستسلاماً، بل لوعيكم الوطني بأن كل تلك المعاناة وقساوة العيش جراء سياسات وخطوات عدائية ممنهجة تقودها أطراف مشاركة في تعذيبنا منذ 3 عقود، بقصد إضعاف المعنويات والقناعات الوطنية وتأليب شعب الجنوب على قيادته الوطنية، التي نثق بها وندعوها إلى مؤازرتنا ودعمنا والوقوف مع مطالبنا (في إشارة الى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي).
وأكد البيان أن الاحتجاجات حقوقية ومدنية سلمية، سنبدأها وسوف نستمر فيها دون توقف حتى تحقيق جميع مطالبنا..
موقف الانتقالي من الحراك النقابي الجنوبي الحاصل بالعاصمة عدن:
في السياق، ترأس القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية الأستاذ علي عبدالله الكثيري، يوم الأحد الماضي 12 يناير 2025م، في مقر الجمعية بالعاصمة عدن، اجتماعاً ضم الفريق السياسي بالمجلس، ووزراء المجلس في الحكومة، لتدارس الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، وسُبل دعم حقوق شعبنا الجنوبي في توفير احتياجاته الأساسية، وحقه في العيش الكريم.
وأكد اللقاء على أن المجلس الانتقالي الجنوبي يدعم كافة المطالب الحقوقية لأبناء الجنوب، والتي يعبر عنها المجلس والقوى المدنية الجنوبية، لتدارك حالة انهيار الخدمات، وتردي الأوضاع المعيشية، وانعدام المرتبات وانهيار العملة، في ظل شلل مؤسسات الدولة وغياب الحكومه ومجلس القيادة عن أداء دورهما.
وشدد الاجتماع على ضرورة اضطلاع الدولة ومؤسساتها بدورها، وتحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه الشعب وتلبية المطالب الحقوقية التي تمثل في جوهرها احتياجاتهم الأساسية والضرورية للعيش الكريم، مؤكداً دعمه الكامل لمطالب القوى المدنية الجنوبية والنقابات العمالية الجنوبية.
ختامًا:
بحسب المقولة القائلة: باستيقاظ الأسود تنتهي دولة الكلاب. وبأن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.
خروج الشعب إلى الشارع معناه بداية العد التنازلي للسلطة الفاسدة، وأن غداً لناظره قريب..