الخبير العسكري والإستراتيجي "عميد علي ناجي" في قراءة أولية لقرار المجلس الإنتقالي الجنوبي حول الإدارة الذاتية للجنوب.

انتقالي العاصمة/ عدن/ خاص

 

 

 

من المعلوم أن الجنوب تحرر بأيدي أبنائه وعلى رأسها العاصمة عدن بدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. 
أولا من المليشيات الحوثية خلال أشهر ثم من المنظمات الإرهابية القاعدة وداعش وتحديدا حضرموت و عدن و أبين وشبوة خلال عامي ٢٠١٥ و٢٠١٦. 
الحكومات المتعاقبة وقفت في البداية موقف المتفرج ثم انتقلت إلى وضع المعارض التخريبي تحت مبررات خارج منطق العقل مثل إن استقرار عدن وإعادة إعمارها سيهيؤها للإنفصال. 
وهي بذلك تهدف إلى تحميل المسؤولية الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية ولاحقا ممثلها المجلس الإنتقالي الجنوبي وقبله التحالف العربي بوضعه محل الفاشل في أداء مسؤولياته كما هو حاصل في الجبهات العسكرية التي جمدها التخاذل المتعمد.
فلا هي تتحمل مسؤوليتها ولا تدع الآخرين يعملون متحالفة بذلك شاءت أم أبت مع المليشيات الإنتقلابية الحوثية وقوى الإرهاب القاعدة وداعش الآتية من جسم حركة الإخوان المسلمين العالمية. 
مثلما تلك القوى الظلامية المهيمنة على قرار الشرعية تعمل على إطالة أمد الحرب بهدف إستنزاف دول التحالف وبالتالي الإنقضاض على أنظمتها الوطنية على طريق بناء دولتها المنشودة دولة الخلافة الإسلامية على حساب حياة الشعوب ؛ عملت على عرقلة إعادة بناء وإستقرار عدن والجنوب بشكل عام و هي ترفع عقيرتها بالصراخ حرصا على مصالح أبناء عدن هادفة خلخلة البنية والتماسك الاجتماعيين اللذان برزا بتماسك منقطع النظير خلال مواجهة القوى الظلامية الإرهابية المتمثلة بالمليشيات الحوثية والقاعدة وداعش . إعتقادا منها أن تلك الأساليب القذرة هي الأسهل والأقل كلفة في عرقلة المشروع الجنوبي والتأثير السلبي على أداء وسمعة التحالف.
 لم تكتف بذلك بل وصل بها الأمر إلى التحشيد العسكري الذي مني بالفشل لأكثر من مرة وبنفس الوقت التحريض الوقح ضد التحالف والمجلس الإنتقالي الجنوبي بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وعلى رأسها قناة الجزيرة وعديد قنوات من تركيا بالإضافة إلي وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها .
مركزة إفتراءاتها على المجلس الإنتقالي بتعاون وثيق مع قوى الفساد المعشعشة على الشرعية. 
في الوقت الذي يقوم المجلس بمهام تلك الحكومة في ترسيخ الأمن وتأمين مصادر الموارد المالية لتعبث بها تلك الحكومة دون أدنى مسؤولية .
و مع ذلك تسعى بكل إفتراء لتشويه سمعة المجلس والدس الخبيث لخلق الشقاق بينه و قائدة التحالف العربي دولة المملكة العربية السعودية ، مكررة محاولاتها الخبيثه في شق الصف بين أهم دول التحالف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة .
في وضع كارثي يشهده الجنوب بشكل عام وعدن بشكل خاص نتيجة الأمطار و مهددات جائحة الكرونا المضافة إلى كارثة الكوارث المتمثلة بالحكومة و عرقلتها المعتمدة لأهم الخدمات الحياتية وقطع الرواتب و توتير الوضع الأمني والتحشيد العسكري إلخ. في مثل تلك الظروف الصعبة التي لم تشهدها عدن و معها كل الجنوب بل والشمال .
يأتي القرار التاريخي للمجلس الإنتقالي بتحمل مسؤولياته عبر الإدارة الذاتية للجنوب ملبيا لمطالب الشعب بكل فئاته .
تلك المطالب المشروعة التي سبقت هذا اليوم بزمن طويل بل وتجاوزت مسألةالإدارة الذاتية كثيرا حتى إن الكثير والكثير يعتبرون هذه التلبية متأخرة لكن أن يأتي المطلوب متأخرا خيرا من عدمه و مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة .
..المطلوب من أبناء الجنوب الإلتفاف حول المجلس الإنتقالي لتنفيذ وانجاح مطلبهم الأساسي الذي كان أملا فأصبح حقيقة. 
..الحذر والحذر من أساليب تلك القوى الظلامية التي سعت بكلما لديها من خبث وانعدام ضمير إلى إستثمار معاناتهم في سبيل مصالحها الشخصية والحزبية الضيقة. 
..دعوة للتحالف وعلى رأسه المملكة العربية السعودية بمواصلة دعمهم السخي للشعب عبر المجلس الإنتقالي الذي أزاح بقراره التاريخي بكل نوايا صادقة تلك العراقيل التي صنعها أعداء النجاح في طريق التحالف سواءا في الجبهات العسكرية أو في إعادة البناء والإعمار لإظهاره على غير حقيقته بنواياه الحسنة والإصرار على شيطنته.
فقط تأملوا في معاني عنوان القرار الإدارة الذاتية .
و كذا توقيت صدوره في أحلك وأصعب الظروف. 
القرار لتاريخيته وما يحمل من معان وأهداف سامية بحاجة إلى قراءات أكثر عمقا.
فإلى قراءات قادمة بإذنه تعالى .

الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن علي ناجي عبيد. 
عدن 
٢٦ إبريل ٢٠٢٠