فيما أذن الرئاسي من طين وأخرى للحكومة من عجين.. "صيف عدن المحرق" ڪهرباء تحتضر ونذر أزمة إنسانية وشيكة..!

تزامناً مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تشهد العاصمة عدن تراجعًا كبيرًا في استقرار التيار الكهربائي، دون إفصاح الجهات المختصة عن خطة أو حلول مسبقة لمعالجة الاختلالات في التوليد والوقود، ما قد يؤدي إلى حدوث أزمة خانقة في إمدادات الكهرباء تفاقم الوضع الإنساني الهش، في ظل عجز المواطن عن إيجاد بدائل بسبب ارتفاع معدلات الفقر الناجم عن انهيار قيمة الريال اليمني وفقدان رواتب الموظفين قيمتها الشرائية، وفي ظل عجز الحكومة عن وضع حلول للأزمات الحالية والسابقة المتراكمة على كاهل المواطن الجنوبي الاقتصادية والتعليمية والخدمية، ما يضاعف حجم المعاناة ويدفع بالناس للخروج مضطرين إلى الشوارع بحثاً عن من يستجيب لصرخاتهم ويضع حداً لمعاناتهم.
ففي ظل أجواء الصيف الحار، زاد عدد ساعات انطفاء الكهرباء، ووصلت إلى 8 ساعات مقابل ساعتين تشغيل، ومعها ارتفع معدل السخط والاحتقان والغضب بأوساط السكان، وأصيب أغلب المرافق الحيوية الحكومية والخاصة بالمدينة بالشلل، وتعطلت مصالح الناس، وازداد معدل الإصابة بالأمراض الجلدية والتنفسية، بالإضافة إلى تعريض مرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري إلى خطر وشيك.
يوم الأربعاء، 16 أبريل 2025م، شهدت العاصمة عدن خروج محطة بترو مسيلة الكهربائية، المعروفة بمحطة الرئيس، عن الخدمة بسبب توقف إمدادات الوقود من نفط خام مأرب منذ إجازة عيد الفطر المبارك.
وبحسب مصادر في مؤسسة الكهرباء بالعاصمة عدن لوسائل الاعلام، تعتمد المحطة في تشغيلها على إمدادات يومية من النفط الخام قادمة من محافظتي مأرب وحضرموت، حيث كانت تتلقى بشكل دوري أربع ناقلات من مأرب وأربع ناقلات أخرى من حضرموت، غير أن الكميات القادمة من مأرب شهدت تناقصاً حاداً في الفترة الأخيرة، مما أدى إلى توقف إمداداتها بشكل كامل.
واوضحت المصادر أن إمدادات خام حضرموت ما تزال مستمرة حتى اللحظة، إلا أنها غير كافية لتشغيل المحطة على مدار الساعة، وهو ما اضطر المؤسسة إلى إخراج المحطة عن الخدمة مؤقتاً.
وبحسب كشف البيانات الحالية، فإن المحطات التي ستبقى في الخدمة خلال الفترة القادمة تشمل:
محطة المنصورة: تعمل بطاقة 50 ميجاوات باستخدام وقود المازوت، ويكفي مخزونها الحالي لفترة لا تتجاوز أسبوعين فقط.
المحطة الإماراتية للطاقة الشمسية: تنتج نحو 80 ميجاوات.
محطة “أنتر سولار” ديزل (22 مايو الشيخ عثمان): بقدرة 10 ميجاوات، وتم شراؤها سابقًا من قبل الإدارة الذاتية.
محطة “أنتر سولار” ديزل (حجيف المعلا): بقدرة 10 ميجاوات، أيضًا ضمن أصول الإدارة الذاتية.
محطة شهناز (خور مكسر): تنتج 10 ميجاوات وتندرج ضمن المنحة الإماراتية السابقة التي قدمت 50 ميجاوات بعد تحرير عدن.
وأفادت المصادر بأن وقود محطات الديزل يكفي لبضعة ايام، محذّرة من أزمة وشيكة في حال عدم التدخل العاجل لإعادة ضخ إمدادات وقود مأرب، أو تأمين كميات بديلة بشكل فوري.
مبررات وتقنين يقابله صفر استجابة وغياب الحلول الجذرية:
وكان مدير عام مؤسسة الكهرباء فرع عدن، المهندس سالم الوليدي، قد كشف في تصريح رسمي عن الأسباب الحقيقية وراء تفاقم أزمة الكهرباء في العاصمة عدن، مؤكدًا أن الوضع الحالي يشهد تحديات غير مسبوقة نتيجة عدة عوامل خارجة عن إرادة المؤسسة.
وأوضح الوليدي في رده على انتقادات وجهت له بشأن غياب التوضيح الرسمي، أن أبرز أسباب التدهور الحاد في خدمة الكهرباء تعود إلى:
1. توقف ضخ النفط الخام من خزان صافر، ما أدى إلى توقف تغذية بعض المحطات العاملة بالنفط الخام.
2. نفاد مخزون المازوت (الوقود الثقيل) بالكامل، وهو ما تسبب في توقف محطة الحسوة بشكل كلي.
3. نفاد مخزون الديزل، الأمر الذي زاد من تفاقم الأزمة وعجز المؤسسة عن تشغيل المحطات العاملة بهذا الوقود.
وأشار الوليدي إلى أنه نتيجة لهذه الظروف الطارئة، تم فرض نظام تقنين قسري لتوليد الكهرباء على جميع المحطات، في محاولة لتوزيع الطاقة المتبقية بعدالة بين مختلف المناطق، مع التزام المؤسسة الكامل ببذل الجهود والتواصل المستمر مع الجهات المعنية لإيجاد حلول عاجلة ومستدامة.
أعمال تخريب استباقية والجاني رصاص راجع:
من جهتها، أعلنت السلطات الأمنية في العاصمة عدن، الثلاثاء 25 مارس 2025، ضبط أحد موظفي المؤسسة العامة للكهرباء، بتهمة أعمال تخريبية تسببت في أضرار قُدّرت قيمتها بحوالي 300 ألف دولار أمريكي.
ووفقًا لبيان نشره الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، فإن شرطة عدن ضبطت المتهم (ي. ب. ي. ع)، أحد موظفي مؤسسة الكهرباء، بعد ورود مذكرة رسمية من المؤسسة تفيد بتورطه في أعمال تخريبية.
وبحسب المذكرة الصادرة عن المؤسسة، فإن المتهم قام بتخريب أربعة كابلات خاصة بحساسات توربينات المحطة، مما تسبب في أضرار قُدّرت قيمتها بحوالي 300 ألف دولار أمريكي.
وفي سياق متصل، أعلنت النيابة العامة بالعاصمة عدن رسمياً تبرئة المهندس غسان فؤاد، نائب مدير عام محطة الحسوة، من كافة التهم التي وُجهت إليه، بعد أن أثبت تقرير وكيل النيابة أن هذه الاتهامات كانت كيدية ولا تستند إلى أي أساس قانوني.
وتأتي هذه التبرئة لتؤكد براءة أحد أبرز الكفاءات الجنوبية، المهندس غسان فؤاد، ابن مدينة عدن، مما تعرّض له من حملات تشويه وافتراءات تهدف للنيل من سمعته ومكانته المهنية. وقد اعتُبر قرار الإفراج عنه انتصاراً للعدالة ولأبناء الجنوب كافة، ورسالة واضحة ترفض منطق المحسوبية والتصنيفات المناطقية التي تسعى إلى تمزيق الصف الجنوبي.
وأصدرت اللجنة الأمنية بالعاصمة عدن، في وقت سابق، بياناً هاماً حذرت من خلاله التهاون مع أي أعمال تخريبية تطال المشاريع الوطنية والخدمية في كافة المديريات.
وقالت اللجنة في بعض من نص البيان:
تحذر اللجنة الأمنية في العاصمة عدن الجميع بأنها لن تتهاون مع أي أعمال تخريبية تطال المشاريع الوطنية والخدمية في العاصمة.
حيث تم مؤخرًا رصد أعمال تخريب طالت قرابة 200 لوح للطاقة الشمسية بمحطة إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، التي تُعد واحدة من أهم المشاريع الاستراتيجية في البلاد، بسبب الرصاص الراجع وإطلاق النار بالقرب من موقع المحطة.
وتحذر اللجنة كافة المواطنين بأنها لن تتهاون مع مطلقي النار في كافة مناطق العاصمة، وحيال ذلك اتخذت اللجنة حزمة من الإجراءات:
- نشر الدوريات والتحريات، وضبط كل من يقوم بإطلاق النار في أي منطقة من مناطق العاصمة، وسجن كل من يثبت تورطه في هذا الأمر ومصادرة السلاح المستخدم، وفرض غرامة مالية تُدفع بمبلغ (500) ألف ريال يمني لصالح الأضرار الناتجة عن الرصاص الراجع.
ختامًا:
يرتفع معدل الحرارة والرطوبة تدريجياً، ومعه ينخفض معدل التيار الكهربائي تدريجياً، ويزداد الضغط والاحتقان بين أوساط الأهالي. وتشير المعطيات إلى أن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت غير السارة، حال استمرار هكذا وضع كارثي.
فهل من حلول ومعالجات استباقية تقي المدينة الفوضى والسقوط بأزمة إنسانية وشيكة؟